#على_مائدة_كاتبح
حاورتهاحنان الشيمي
الكاتبة عبير مصطفى التي
نظمت القصيدة بشفافية مطلقة
تجسد العلاقات الإنسانية بأجمل صورها،
خاصة تلك العلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة،
هي التي ترى أن الوطن هو السكينة للإنسان، وأن الكتابة غذاء روح تتكون جنينا في رحم الحياة.
تميل إلى انتقاء الكلمات المناسبة لكل حدث يواجهها في الحياة، تعتبر الكتابة عطر حياتها ترافقها في تجوالها في كل مكان، وتؤكد بأن الإبداع قيثارة يعزف عليها الكاتب ليترجم حالاته بشتى أنواعها، وفق ترانيم عشق خاصة لهذا الفن الكتابي الإبداعي، إنها الكاتبة والأديبة المبدعة عبير مصطفى التي عبرت باستفاضة عن ذلك في الحوار التالي.
-من هي عبير مصطفى؟!
بداية اسمحوا لي أن أعبر عن شكري وامتناني الكبير للموقع وللكاتبة الأستاذة حنان الشيمي على اختياري من قِبلكم لإجراء هذا الحوار.
عبير مصطفى ببساطة هي أم لفتاة جامعية وشاب في مقتبل العمر، وُلدتُ هنا في القاهرة ونشأت فيها والتحقت بكلية الزراعة وعقب تخرجي مباشرة تزوجت، وانخرطت في دوامة الحياة، وانفصلت بعد سبعة عشرة عامًا من الزواج، دخلت الوسط الأدبي منذ أواخر عام 2017.
وأنا الآن كاتبة أكتب الشعر والخاطرة والقصة القصيرة والرواية، ما زلتُ أعتبر نفسي مبتدئة أخطو أولى خطواتي في المجال الأدبي وأحاول صقل موهبتي بالتعليم واكتساب الخبرات قدر إمكاني، كما أني نائب رئيس مجلس إدارة كاريزما للنشر والتوزيع.
_بداية عبير الكاتبة والشاعرة والقاصة، أنت تكتبين القصة والخاطرة والشعر، أين تجدين نفسك؟
أنا بدأت بكتابة الشعر منذ أن كنت في المرحلة الإعدادية لذا فهو له مكانة خاصة بقلبي، ولكنني لا أستطيع أن أنكر أنني أجد نفسي بين جنبات عالم الخاطرة.. أحب أجواءها وأشعر بأن قلمي ينتمي إليها أكثر مما ينتمي للشعر والرواية.
_صدر لك عدة مجموعات قصصية رؤى حالمة و رؤى القلب وهذا أنا ما الذي يميز كل مجموعة عن الأخرى؟
هذا أنا هي أولى خطواتي في مجال القصة القصيرة شاركت فيها بقصة (محنة ومنحة) ضمن كوكبة من الكتاب. كانت هي أول خطوة خطوتها على الدرب، لم أكن على درجة من التمكن وقتها، رؤى حالمة جاءت بعدها وكانت تجربة أكثر من رائعة كنت سعيدة بتواجدي بين مبدعين عدة ما زلت أحتفظ بصداقتهم حتى الآن. أما عن رؤى القلب فلها قدر عظيم في نفسي لانضمامي وقتها لمبادرة نساء مبدعات، والتي ضمت العديد من الكاتبات ذوات القلم المبدع من مصر وعدة دول عربية وخرجت مجموعة رؤى القلب من تحت عباءة المبادرة التي أفخر بانتمائي لها.
لدي أيضًا مجموعة قصصية تحت عنوان “كوكب العزلة” صدرت لفريق كوكب العزلة الأدبي والذي يشرفني انتمائي له وكوني إحدى أعضائه.
الصداقة بين أنثى ورجل كيف تصفينها؟
لا أؤمن بوجود صداقة بمعناها الحقيقي بين رجل وامرأة.. قد توجد زمالة أو إعزاز وتقدير بينهما، أما كلمة صداقة كما نعرفها بكل ما تمنحه لنا من نقاء وسكينة وشغف، وبكل ما يترتب عليها من بساطة في التعامل، وتبادل الثقات فلا أظنها واردة بينهما، الكثيرون آمنوا بوجودها والتمسوها لدى الجنس الآخر ثم سرعان ما تحولت مشاعر أغلبهم لحب ففقدوا ميزة كونهم أصدقاء. لذا فأنا أراها كائن أسطوري أو ربما هي رابع مستحيلات العرب كما يقولون.
-كيف اكتشفت موهبتك بالكتابة؟! هل هناك من شجعك؟
اكتشفتها وأنا ما زلت في المرحلة الإعدادية وبالتحديد في الصف الأول الإعدادي، وجدتني أمسك القلم وأخط بعض الكلمات على شكل أربعة أبيات شعرية، كانت ساذجة بالطبع ولكنها كانت موزونة إلى حد ما.. عرضتها على والديّ وقتها وكنت سعيدة بها للغاية.
كان أبي رحمه الله هو داعمي الأول، هو أول من شجعني ووقف بجانبي، آمن بي وكان دائمًا المستمع الأول لكل ما كنت أخطه وقتها، وفي بعض الأحيان كان هو جمهوري الوحيد حينما كنت أشعر بعدم رضائي التام عم أكتبه وقتها فأخجل من عرضه على الأصدقاء أو العائلة، حاول بقدر المستطاع تنمية موهبتي الوليدة، وثق بقلمي ومنحني الثقة على كافة المستويات، تلك الثقة التي لم أجعله يندم ولو لمرة واحدة على أنه أعطانيها.
-ككاتبة شابة ماهي الصعوبات او المعوقات التي قد تواجه الكُتاب الشباب حالياً برأيك؟
بداية أنا لست بكاتبة شابة ☺☺ فأنا والدة لشابة جميلة لديها موهبة في مجال آخر غير الكتابة، لذا فدعوني أحدثكم عن الصعوبات والعقبات التي قد تكون واجهتني ككاتبة مبتدئة عندما بدأت أولى خطواتي في الوسط، والتي قد تواجه الشباب الآن..
أول ما قد يواجه الشباب الآن في رأيي هو كثرة دور النشر المتواجدة على الساحة الأدبية، وعدم استطاعتهم التميز بين الغث والثمين منها، وانتشار المتاجرة بأحلامهم من قِبل بعض القائمين على عدة دور نشر.. دور النشر شأنها شأن كل مجال يحيط بنا، هناك العديد والعديد من الدور المحترمة وبالطبع هناك عدة دور على غير ذلك، لذا وجب على كل كاتب شاب تحري الدقة قبل أن يشرع في إرسال عمله إلى أي دار كي لا يعض أذيال الخيبة بعد ذلك.
كما أن ازدياد أعداد الكتاب بشكل كبير للغاية في الأعوام السابقة جعل مجال المنافسة بينهم محفوفًا بالعقبات، وأصبح لزامًا على كاتب شاب أن يبذل أضعافًا مضاعفة من جهوده للترويج لعمله، وأن يبذل الكثير والكثير من المجهودات للارتقاء بأسلوبه وصقل موهبته ليستطيع أن يجد لنفسه مكانًا وسط كل هذا الزحام من الأقلام.
-ماهي أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الأدبية
بمن تأثرت عبير في مسيرتها الأدبية ؟
قديما تأثرت بأدب الرحلات وكنت شديدة الشغف به، فعشقت كتابات الراحل أنيس منصور واقتنيت رائعته “حول العالم في 200 يوم”، كما تأثرت بالأدب الساخر وجذبتني كتابات المبدع “محمود السعدني” وخاصة رائعته “مصر من تاني” وأحببت كتابات الراحل “أحمد رجب” ولكني لم أبرع في الكتابة الساخرة على الرغم من ذلك ولم أجد قلمي يجيدها.
كذلك من أكثر الكتب التي وجدت صدى بداخل نفسي “ثم غربت الشمس” لسهير القلماوي، “ورحلة إلى إسرائيل” لعلي سالم.
كذلك تأثرت بشدة بالصحافة المقروأة وكنت حريصة على متابعة كتابات الراحل موسى صبري، ورجاء النقاش، وسكينة فؤاد، وصلاح منتصر، وكنت متابعة جيدة للساحة السياسية من خلال متابعتي للصحافة المقروأة.
أما عمن تأثرت به في مسيرتي الأدبية فهي الكتابات الشعرية للرائع الأستاذ فاروق جويدة.
-لمن تقرأ عبير مصطفى؟
قديمًا كنت أقرأ للأساتذة إحسان عبد القدوس، يوسف السباعي، محمد عبد الحليم عبدالله، نجيب محفوظ، فتحي أبو الفضل، عبد الحميد جودة السحار، سهير القلماوي، علي سالم.
بعد ذلك احتلت كتابات العراب الدكتور أحمد خالد توفيق رحمة الله عليه عالمي بالكامل، وما زلت أعيد قراءتها لمرات عدة حتى الآن، كما أحب كتابات أحمد سعد الدين، أدهم شرقاوي، حسن الجندي.
_كثيرة هي القصص التي نقرؤها لا تحرك فينا ساكناً، برأيك من الملوم كاتب القصة، أم المتلقي؟
في رأيي الخاص أنهما ملومان معًا في ذلك.. المتلقي أصبح يبحث عن الأعمال السطحية ربما لتراجع جانب القراءة لدى الشباب في السنوات الماضية، مما أتاح الفرصة للبعض ليعتلي الموجة ويسعى للانتشار ليصبح كاتبًا وهو أبعد ما يكون عن الموهبة، كما لا أعفي بعض دور النشر من اللوم بل وأحملها الجانب الأكبر من المسؤولية في خروج تلك الكتب سعيًا منها وراء المادة فقط بغض النظر عن محتوى ما سوف يقدم للقارىء، وهل يصلح للنشر من عدمه.
* ما رأيك بمن يقول إن الزمن للرواية؟
أعتقد أنه يمكننا حقًا أن نطلق على هذا الزمن “زمن الرواية” ربما لأنها الأكثر انتشارًا على الساحة والأكثر طلبًا بين القراء.
ولكن ذلك لم يمنع من بزوغ شمس الخواطر النثرية في الأعوام الأخيرة، ولا من احتفاظ المجموعات القصصية بمكانتها لدى بعض القراء.
-هل تتأثر عبير مصطفى بالنقد؟
شأني في ذلك شأن أغلب البشر في كافة المجالات، أرحب بالنقد البناء بشدة وأسعى له لتطوير أسلوبي، ولكني بالطبع أنفر من النقد الهدام سواء كان ذلك معي أو مع غيري من الكتاب، فما الفائدة التي قد تعود على الناقد أو من يدعي كونه ناقدًا من صب جام غضبه على العمل وتسليط الضوء على الجوانب السلبية فقط دون لفت نظر الكاتب للجوانب الإيجابية لديه حتى يسعى لتطوير أدواته.
-هل لديك طقوس معينة في الكتابة؟
لا شيء باستثناء الهدوء والجلوس وحدي بعيدًا عن الضوضاء.
-بعد رقم قومي وحضرة المتهم قلبي هل هناك جديد ؟
بالفعل هناك فكرتان تلحان عليّ بشدة، إحداهما تكاد تكون مكتملة بداخلي، ولكنني لم أبدأ بكتابة أي منهما حتى الآن، أشعر بأني أحتاج لفترة هدنة قصيرة ألتقط فيها الأنفاس، للبحث ولدراسة كافة الجوانب المتعلقة بالفكرة، كما أن الكتابة وأعمال الدار قد اجتذبتني من القراءة قليلًا لذا أرغب في التركيز على القراءة بدرجة أكبر في الفترة القادمة..
-ماذا تحبي ان توجهي كلمة لجمهورك ومحبينك؟
أتمنى لهم أيامًا قادمة خالية من الوباء، وأرجو لهم أحلامًا محققة، وبالًا هادئًا مطمئنًا..
وأهنئهم بقرب حلول عيد الفطر المبارك.